الأم .... ذلك المخلوق العجيب ... إنها تعني العطاء ...تعني الأمومه والصفاء .. تلك الأم المليئه بالشوق والشفقه والرحمه .... إنها أنسانه عظيمه .كيان ٌ خـاص .. تحتمل الجــــــفــــوة وخشـــونــه القــول ...تعــفـو وتصفـح .حملت جنينها في بطنها تسعه أشهر ..تحمله وهنا على وهن ..تفرح بحركته.وتقلق بسكونه ..ثم تعاني من المخاض وحالها يقول ( ياليتني كنت نسيا منسيا ً )
........................
هـذه أم ٌ مـجــروحــه .أسيـرة هموم وغموم بسبب ولدها ... هاهي تروي قصتها فتـقــــــول :
تزوج ولدي ففرحت ُ فرحا شديدا ً ..كيف لآ !! وهو ولدي البــكـر ... عشت ُ ليله زفافه ليله لاتعدلها ليله قبلها ولا بعدها ...
كننت أخدمه هو وزوجته وأنا في غايه الفرح والسرور ... تمر
الأيـــام أدعـــو الله أن يُقـر ّ عينيه بذريه ٍ صالحه .. وبعد فترة
تحمل زوجته وتضع ُ طـــفــلا ً .. وكـــــم كـــــانت سعـادتـــي
بذلك الطفل ... أحببته حــبـا ً جـمـا .. اسـتـقـر في سـويـداء قلبي .
ولولا الحيـاء من أمه لأخذته معي. حتى في المنام كنت أخاف عليه
من نسمه الهواء . كنت أخذه في أحضاني كأنه قطعه مني وزاد حبـه بزياده حبـي لولدي ... ولـكـن لــم يستمـر ذلك الـحــال ...فلقد تغير الحال .وانقطع الوصال وتبدلت المحبه إلى عداوة فــمــــال ولـدي إلى زوجته وبـدأ في إعـــلآن هـــجــرة لي
فكان يُدخـل الطعام ويدسه عني لئلا أراه كنت ُ أطرق عليهم الباب فلا يُجيبون ويتظاهرون بالنوم أو التعب ..
كــانــوا يمـنـعـونني مــن رؤيــة الـطـــفـل ..فيـمـر ُّ اليـوم واليـومـان والــثــــلاثـــه ... أسـمــع ُ صـــوتـــه دون أن أراه
أخـــتذ الحال يزداد سوءا ً حتـــــى صـــــــــارحــــنـــي ذات يــوم أن زوجــــتــهُ تتضــايق من وجودي في المنزل ممـا حــدى بـه يومـا من الأيام أن
يـشـتـمـنـي ويسب والــدي في كل مرة يتخاصم فيها مع زوجته ويقول لي بملء فِـيـــه ِ لولاكي لما حدث هذا الخصام ..
ولـكـن مـحـبـتـــه جعلتني أتحمّـل .. فوالله أنني في بعض الليالي لاأستطيع النوم فلقد تورّمت أجفاني من كثرة البكاء .......
وأخيـــــــــــرا ً وبعد طول عنـاء وتعب وبعد مغرب يوم من الأيام
وإذا بِـه ِ قـد أدخـــــل مـعـه ُ عُـمّــألا ً يـحمِـــلُون أثــاث البـيـت
فـسـألـتـه ُ ؟ فقال : أريد ُ أن أُغيِّـره ُ ثم إذا به يأتي اليوم الآخـر .. فاضطرب فؤادي وأسرعت دقات قلبي . فقلت له : يافـلان أيــــــــن تــذهـب فالمنزل أصبح خاليا ً ....
قال : سأسافـر وأتـــرك البيت لك ِ ...
كانت تلـك الكـلـمـات كالصــاعـقـه على قلبي ما
استطاعت قدماي أن تحملن ـفسـقـطـت ُ عـنـد
قـدمــيــه ِ أقبِّــلـهـا : ياولدي أرجوك خذ كل ما املك ولا تقل هذا
الكلام ..... ارتفـع صوتي بالبكــاء فلم يمسح دمعتي ولم يرحم
عبرتي وودعـــنـي قائـلا ً : إذا أردت ِ شيئا ً أو نقص عليك ِ شيء فاتصلي علي ّ لأرسله لك ِ ..................
لـــقــد مــــزّق فــــؤادي ..وعـطّـل جـنَــانِـي ...
لـــيــــتــــهُ مــــات ولــم يـصـنــع مــاصـنــــع .... والان له أربعــه
أشـهــر لاأعـــلــــــم أيــــن هـــــــو ؟؟؟؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضـــــــــــــــاءه .........
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرّم عليكم عقـوق الأمـهـات )
ويقول صلى الله عليه وسلم ( يا معشر المهاجرين وألأنصار مــــن ْ
فـضّــل زوجته على أُمِّــه ِ فـعـليـه لـعـنة ُ الله والملائكه والناس ِ أجمعيــــن )
طاف ابن عمر رضي الله عنه بالبيت العتيق
فرأى رجـلا ً من اليمن قـد حـمـل أمّـه العجــوز وكان ينشد ويقول :
إنِّـي بعيرها المُذلّل .... إن أُذعرت رِكابها لم أُذعـر
.
الله ُ ربِّـي ذو الجلال الأكبر ... فهل ترى جزيتها يا بن عمر ؟؟
فقال ابن عمر : لآلآلآ ولا بِـزفـرة واحـده عند ولادتها ........